الكبد يبكي: قصة التعب والمشقة
بقلمي ✍️ محمود عبد الظاهر محمد حسن
قال الله عزَّ وجلَّ ﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ﴾
[ سورة البلد: 4]
ما هو (الكبدُ) هو التعب والمشقة
أقسم الله بهذا البلد الحرام، وهو “مكة”، وأنت -أيها النبي- مقيم في هذا “البلد الحرام”، وأقسم بوالد البشرية- وهو آدم عليه السلام- وما تناسل منه من ولد، لقد خلقنا الإنسان في شدة وعناء من مكابدة الدنيا.
وما الحكمة؟
لكي تعلم أيُها العبدُ الفقير إلى الله أن الغايات الكبرى لا تصِلُ إليها إلا بالتعب والمشقة والآلام،
حينما تأتي لأحد الأشخاص وتقول لهُ لدي من أجلك مهمة صعبة ولكن المُقبال هو شيٍ غالٍ جدًا وثمين ولكن لن تحصل عليهِ إلا حينما تُنجِز هذهِ المهمة في الوقت المُحدد وبعدها يُصبح هذا الشيء الثمين ملكٌ لك، هذا الشخص لن ينظر إلى التعب وفترة الإختبار الصعبة ولكن كُلُ ما يسعى لتحقيقه هو إنجاز تلك المهمة بأي حالٍ من الأحوال فلا ينظُر كم كلف هذا من جهدٍ ووقتٍ ومشقةٍ هو فقط ينظُر إلى الهدف، والمقياسُ على ما سبق يترتب على أن الحياة التي نعيشُ فيها من يوم المولد إلى يوم الموعد ما هي إلا دار بلاءٍ وأختبار دار كبدٍ دار رحيل خلقها الله من أجل أن يختبرنا من أجل أن نعبُدَهُ وحده ، من أجل السعى، من أجل إعمار الكون، مهما كانت فترات الإنسان صعبة يكفيهِ اليقين المُسبق أنها ليست الراحة فيها ولكن ما هي إلا فترات ترقي وإختبار، قف مع نفسك كل يوم وقفةَ صدقٍ بينكَ وبين الله وحاسبها وراجع ما سبق لك فعلهُ فإن كان خيرًا فاستمر أعانَكَ الله ووفقك وإن كان خِلافَ ذلك فاندم وتُب وإسعى دائمًا لتطوير نفسك،
وتأمل في قول الدكتور مصطفى محمود، : وتحسبُ أنكَ جِرمٌ صغير وفيكَ إنطوى العالمُ الأكبرُ :
أن أيها الإنسان المخلوق المُكرمِ من الله تعالى،
كُلُ ما في الكونِ مُسخرٌ لخدمتك، وأنت أعلاهم رتبةً
فأدي شكر نعم الله عليك، بالأعمال الصالحة، بالسعي لتحقيق مُراد الله من خلقك، بالأخلاق الحسنة، بنصح الآخرين ومساعدتهم في حدود ما تعلم ومعَ من تعرف،
أنت لم تُخلق عبثًا ولكن خُلقتَ بِميزانٍ دقيقٍ جدًا ، فحينما تتعلم لابُدّ أن تتألم، والوقت مهما كان صعبًا سيمضى وما مضى فات والمُأمَلُ غيبٌ ولكَ الساعةَ اللتي أنتَ فيها،،
لا تيأس
الكبد يبكي: قصة التعب والمشقة
